منذ آلاف السنين، تركت الكلاب علامة لا تمحى على ثقافتنا وتاريخنا عن طريق وصولها إلى قلوبنا وعقولنا. لكن هل يستطيع كلبك قراءة افكارك
أصبح رفاقنا الكلاب أكثر من مجرد حيوانات أليفة، فهي من الأسرة. يبدو أنهم يريدون أن يريحونا عندما نكون حزينين، ويحموننا عندما نكون خائفين، ويلعبون معنا عندما نكون سعداء.
ويقضون بقية وقتهم بجانبنا، وهم على استعداد للاستجابة لأي عاطفة أو موقف قد نواجه. لكن يبقى السؤال: هل يستطيع كلبك قراءة افكارك؟
متى بدأ الإنسان في مصادقة الكلاب واستئناسها ؟
ليس من المستغرب أن الكلاب كانت من بين الحيوانات الأولى التي استأنسها الإنسان؛ يصعب تحديد وقت ذلك بالضبط. اعتمادًا على ما أتت به الأبحاث، قد يكون الاستئناس حدث قبل 15،000 أو 20،000 أو أكثر من 30،000 عام.
كانت أولى الكلاب المستأنسة شبيهة بالذئاب، ولكنها تطورت في النهاية إلى السلالات الحالية من خلال الاستئناس وتربية هادفة.
لقد اكتُشفت عظام كلاب (دون البقايا التي تخص الذئاب بشكل واضح) في جميع أنحاء آسيا وأوروبا، مما يشير إلى أن العيش مع الكلاب جنبًا إلى جنب كان منتشرًا في جميع أنحاء العالم. ومن الواضح أن هذا الاستئناس كان مفيدا للكلاب والبشرية.
وقد شاركت الكلاب، بصفتها حيوانات تعيش في قطيع، في نظام هرمي اجتماعي منذ البداية، مما أتاح لها التكيف بشكل جيد مع المجتمع البشري.
لقد أظهرت الدراسات أن الكلاب قادرة على اتخاذ القرارات على أساس لغة الجسد البشري، والأوامر اللفظية، وما إذا كانت تتم ملاحظتها أم لا.
إن السلوكيات التي قد نسميها بطريقة خاطئة قراءة العقل أو التعاطف، هي ببساطة كيفية تفاعل الكلاب مع العالم الخارجي، بما في ذلك أصحابها.
اقرأ أيضا
هل تشعر الكلاب بصاحبها ؟
أعراض صديد الرحم عند الكلاب
أنواع كلاب بيتبول
هل يستطيع كلبك قراءة افكارك ؟
عندما يتعلق الأمر بالاستجابة للسلوك البشري، تستخدم الكلاب طريقة ثلاثية العوامل: الإشارات، السياق، والخبرة، كما تهتم الكلاب بلغة الجسد والتعبير غير اللفظي.
في هذه الحالات، الكلاب لديها القدرة على توقع وتفسير نوايانا، بدلا من الاعتماد بالكلية على الأوامر اللفظية.
إن أشياء مثل الإيماءات، أو الإشارات، أو حتى مجرد التحديق في شيء ما أو موقف ما، كل ذلك يمنح الكلاب دلائل على ما يدور في ذهننا.
قبل أن تفكر في إحضار منشفة، أو أخذ حمام، أو إحضار مفاتيح سيارتك لرحلة إلى الطبيب البيطري، فسترى أن كلبك قد اختفى ليتجنب الذهاب للطبيب.
من ناحية إيجابية، إن الكلب عندما يرى صاحبه الذي يتجه للطوق المعلق في الخزانة أو يحضر لعبة مفضلة، فسيكون مستعدًا وجاهزًا لنزهة لطيفة أو جلسة من اللعب.
حتى إذا كنت تقوم فقط بفتح علبة من اللحم البقري لتأكل، فستظل آذان الكلاب وأنفه منتصبة، وسيبدأ اللعاب بالتدفق. ما يهم هو السياق والتجارب التي يربطها الكلب بهذه الأنشطة.
باعتباري من مربي الكلاب، فإنني أرى أن الكلاب تتفاعل مع أشياء كثيرة: النغمة، والانحناء، ودرجة التعاطف في صوتنا ومظهر وجوهنا كذلك.
الكلاب لديها نفس الحواس التي لدينا. ومع ذلك، بعض ما لديهم أفضل مما لدينا كالرائحة.
أما عن درجة فهمهم لما نريد فعله فهو سؤال يحتاج الكثير من التأمل. إن الكلاب لديها ذكاء متعلق بالسلوك ويحكمه علم الوراثة وقليل من التدريب والتنشئة الاجتماعية.
هل تستطيع الكلاب تشخيص مرض صاحبها و اكتشافه ؟
عندما يتعلق الأمر بقدرة الكلاب على الوصول إلى أعماق الحالة البشرية، تظل حالة واحدة هي الأكثر روعة: قدرة الكلاب على اكتشاف المرض.
انس أمر أن الكلاب قادرة على تفسير كلمات مالكها أو أفعاله أو لغته الجسدية، وهذا ليس بالأمر البسيط، بل إن الأكثر إثارة للإعجاب هو قدرة الكلب على تشخيص سرطان المثانة والبروستاتا وسرطان القولون والمستقيم والرئة والثدي، ضمن حالات أخرى.
مع التدريب والتعرض لنفس ورائحة البول المرتبطة بالمرض، تبين أن الكلاب تكشف عن هذه الحالات بنسبة 98٪ من الحالات.
في كثير من الأحيان تتجاوز الاختبارات الطبية الموجودة حاليًا.
هناك العديد من القصص عن المرضى الذين يقولون إنهم ذهبوا أخيراً لرؤية طبيب لأن كلابهم كانت تلعق ذراعهم أو بطنهم وما إلى ذلك، وقد انتهى الأمر بتشخيصهم ووجدوا مشكلة في هذا الجزء من الجسم.
كما يمكن للكلاب التي تم تدريبها التعرف على أعراض نوبة الصرع أو انخفاض السكر في الدم لدى مرضى السكري.
وتوفير خط الدفاع الأول في مساعدة أولئك الذين تتعرض حياتهم للخطر. قد تكون للكلاب والقطط القدرة على الإحساس عندما يقترب البشر من الموت.
كما يؤكد ذلك بعض الممرضات في دور رعاية المسنين، حيث يبقى الحيوان الأليف مع مريض الذي على وشك الموت.
لذا، فإذا كنت احد مربي و محبي الكلاب فأنت شخص محظوظ.. لأنك تمتلك صديقا رائعا، صديقا ليس فقط قادرا على قراءة أفكارك، بل قادرا على مشاركتك كل لحظات حياتك بدون استثناء.
